أسباب ما يسمى “………. الزوجية”
من خلال تلقي الاستشارات الأسرية العديدة والزوجية الكديدة، مرت عليّ حالات متعلقة بشكوى، واستشارة أحد الزوجين، وأغلب المستشيرين من الزوجات وقليل من الأزواج بشأن تورط أحد الزوجين لاغتيال سعادة الحياة الزوجية، وتسببه لزعزعة الأمن العائلي بالمغازلات الهاتفية، والرسائل الغرامية الإلكترونية من بريد أو فيس بوك أو واتساب أو الرسائل النصية الهاتفية ما أسميه (بزنا وسائل الاتصال)، وهذه تسمية مأخوذة مما ثبت وصح من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “فالعين تزني وزناها النظر، واللسان يزني وزناه الكلام، واليد تزني وزناها البطش، والرجل تزني وزناها المشي، والسمع يزني وزناه الاستماع، ويصدق ذلك الفرج أو يكذبه”، أو ما يعرف بالخيانات الزوجية وهذه تسمية خاطئة، لأنها تحصر هذه الممارسات الخاطئة؛ فقط بالعلاقة الزوجية فغير المتزوجين لا تنطبق عليهم حسب التسمية، والخيانة أصلًا تكون لله وللنفس، فمن خان نفسه بالمعاصي وما يترتب عليها من الآثام والأضرار النفسية، وخان ربّه، فهل يهتم أو يبالي بمن يعيش معه أساسًا حتى نوسمه بالخيانة الزوجية؟
وبعد التأمل والتفكر وجدت أن مفتاح علاج ذلك بعد الدعاء والتعلق بالله تعالى واستعانته كما هو مأمور به شرعًا يكمن بعدة خطوات مِنْ أهمها وأعظمها معرفة الأسباب، فلكل سلوك دافع يسبقه “إنما الأعمال صلاحا أو سوءا بالنيات” ومن خلال هذه الأسباب يمكن وضع خطة علاجية تعالج ذات السبب وأساس الدافع، ولكل داءٍ سبب ودواء، وإذا عُرِفَ السبب سهل العلاج بإذن الله تعالى، وأسباب هذا المرض ترجع لسببين رئيسين داخلي وخارجي:
أسباب ذاتية داخلية
1- ضعف الوازع الإيماني بالله واليوم الآخر هو الأُس والأساس.
2- ضعف الشخصية وهشاشة العزيمة ورخاوة المقاومة أمام المعصية
3- الفضول والاغترار لخطوات الشيطان والاستكشاف لمولد الاستنزاف
4- الجهل للعواقب والآثار النفسية الذاتية والشرعية والتربوية والاجتماعية على الطرفين وذريتهما إن وجدت ذرية.
5- الهوى والميل المسبق {أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ (29)} سورة محمد.
أسباب وتدخلات خارجية
1- الإهمال من أحد الطرفين مما يشعره بعدم التقدير والاهتمام.
2- البيئة التربوية السابقة والاجتماعية الحالية وما أفرزته من مؤثرات، فالصاحب ساحب، خيراً كان أم شرًا.
3- فقر المشاعر اللفظية وجفاف العواطف الفعلية وانعدام إظهار الحب وتصحر المودة من كلام معسول، وانعدام اللمس والتقبيل والاحتضان والهدايا حتى تصبح الحياة الزوجية حياة يملؤها الروتين والرتابة.
4- الفراغ والصحة كفيلان لاغتيال أي فضيلة، مع كثرة ما يتعرض المرء له من فتن ترقق بعضها بعضًا
5- البحث عن المثالية والعيش في أحلام الخيال من الطرفين، بل يرى أن ما يقدمه شريكه لا يطابق طموحه ولا يوافق آمال سرابه ومهما قدم شريكه يرى ذلك عيب ونقص لمنزلته.
6- تحرشات أو اعتداءات سابقة بمرحلة ما، مما ترك آثارا نفسية عميقة.
ونسأل الله العفو والعافية ابتداءً والتوبة والمغفرة ابتداءً وانتهاءً
عبد القادر محمد عجال
بتاريخ: 2-4-2014
No Comments