عن الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، أنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَأْمُرُنَا أَنْ نَصُومَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَكُنَّا نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا، وَنَعْمَلُ لَهُمُ اللُّعَبَ مِنَ الْعِهْنِ، وَنَذْهَبُ بِهِمْ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَإِذَا بَكَوْا أَعْطَيْنَاهُمْ إِيَّاهَا). متفق عليه
سبحان الله ما أعظم عناية الصحابة لتربية الأجيال!! خاصة من قبل النساء، فـهنّ محضن ومصنع الرجال، وما تأخرت الأمة إلا بسبب ضعف دورهنّ وانشغالهن بما هو ضره أكثر وأكبر من نفعه، والله المستعان، وبه نسأل التوفيق والسداد.
وهذه لفتات من الخاطر، بعد التأمل والنظر العابر؛ لهذا الحديث الفاخر. تنويها وتذكيرا للعاقل، وتنبيها للغافل، وتعليما للجاهل، وتوجيها لليافع في مجال التربية لفلذات الأكباد، وريحانة الأرواح.
* أهمية التربية الروحية الإيمانية وأثرها لرقي الفرد والأمة.
* فائدة التمرين والتعويد بالعبادات والطاعات منذ نعومة الأظفار؛ فالخير عادة.
وينشــــــــــــأ نـــــــــــــاشئ الفتيــــــــــان منـــــــــا * على مــــــــــا كــــــــان عــــــــوده أبـــــــــوه.
وبذلك تضمن استمرار حسناتك بعد مماتك، كما أخبر به رسول الله ﷺ: “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له” رواه مسلم في صحيحه برقم (1631)
* التربية بالقدوة والفعال من أهم معالم التربية الناجحة (فَكُنَّا نَصُومُهُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا).
* توفير البديل المناسب والمشغل للأطفال من أسباب التربية الناجحة.
* العناية بالإشباع النفسي لدى الطفل وحاجته إلى اللعب، وقد أشار الله إلى ذلك في قول أخوة يوسف عليه السلام : (أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) سورة يوسف (12)
* التوسط في لعب الأطفال والحذر من طمع التجّار وإهمال الآباء الأخيار. مع التشديد في اختيار الألعاب المفيدة للجسد والعقل وتكوين العلاقات الاجتماعية.
* تنشئة الأجيال بالجَلَد والحزم وترك الترف والدلع ليكونوا على قدر المسؤولية.
* التعاون الفعّال الإيجابي بين الوالدين هو أساس صلاح الأجيال، وللأسف الشديد تعاني كثير من البيوت بغياب ملحوظ من قبل الآباء وإهمال واسع من الأمهات مما هيأ المجال للدخلاء من الخادمات ووسائل الإعلام المفسدة وغيرهم.
* التركيز والعناية بدور المسجد في التربية بمصاحبة ومراقبة الآباء بأنفسهم.
* اختيار الجو المناسب عند التوجيه والتربية، فيأخذ الطفل بمكان يبعده مما يتعلق به قلبه إلى وقت معين.
* الرعاية التامة للمناسبات الشرعية وغرسها في فؤاد وعقول أبناء الأمة وإرضاعها لهم منذ المهد حسب ما كان عليه النبي ﷺ وصحابته الكرام.
هذا وغيره من القواعد التربوية الصحيحة المستوحاة من كتاب الله وسنة رسول الله ﷺ وتطبيقات السلف الصالح رضوان الله عليهم هو الكفيل والوكيل الوحيد لضمان حزام الأمان المجتمع (فئة الشباب)، فبهم تقوى وتعزّ الأمة بمجد مجيد وعلم سديد.
عبد القادر محمد عجال
عاشوراء – العاشر من محرم لعام 1432
16 ديسمبر لعام 2010
One Comments
جزاك الله خير شيخي 🌹