لما تأملت قوله تعالى إخباراً عن إبليس وأتباعه :
( فلا تلوموني ولوموا أنفسكم). سورة إبراهيم ٢٢
تيقنت بحقيقة مفادها أن اللوم لا يأتي بخير؛ وأن في الملامة ندامة، بل هو مطية الإبليس وصنعة المفاليس، فتجنبه !!
فما لام رسول الله على شيء قط، وما كان النبي صلى الله عليه وسلم يلوم أبداً مهما كان حجم الخطب، أو عظم البلية، أو صعوبة الأمر، بل كان يعلم بألطف عبارة ويصحح بأيسر إشارة، بلا ملامة ثم فلا ندامة.
فعن أنس بن مالك قال :خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين وأنا غلام،ليس كــل أمـري كما يشتهي صاحبي؛ فما قال: لي أف قط ، ولا قال لشيء قط صنعته، لم صنعته. ولاقال لشيء تركته: لم تركته وكان أحسن الناس خلقا ).صححه الألباني في ظلال الجنة في تخريج السنة برقم ٣٥٢ و ٣٥٥. وعند صحيح ابن حبان بلفظ (خدمت النبي صلى الله عليه وسلم عشر سنين فما أمرني بأمر فتوانيت عنه، أو ضيعته، فلامني، فإن لامني أحد من أهل بيته،قال: دعوه فلو قُـدّر أو قُضي أن يكون كان).
فاللوم مثل السهم القاتل ما إن ينطلق حتى ينقلب على صاحبه خاسئاً وهو حسير
فهو يحطم النفس، ويميت الحس، و يكفيك أنه ليس في الدنيا أحد يحبه؛ مهما كان قدره أو عمره أو خطأه .
فهل نحن منتهون عنه خاصة في الحياة الأسرية؟!! .
فكفاك لوماً لشريكك وعيالك واعجب من ذلك من يلوّم ويعتب كثيرا لأصحابه وإخوانه كأن عقد الصداقة (عقد زوجية)
والأشر مِن كل ذلك مَنْ صدق عليه إبليس ظنه؛ فاتبعه جهلاً وسولت له نفسه اللوم والعتاب والحزن على ما فرط في جنب الله بغير وجه حق ولا مراد الحق سبحانه وبدل أن يتوب لرّبه ويصلح ما أفسده ويحسن سيره إلى الخيرات، شده اللوم إلى باب اليأس بسوار القنوط من رحمة الله؛ ليكون امره فرطاً، وعاقبته خسراً محسباً أنه يحسن صنعاً، فاللهم عافيتك في الدارين.
فاحذر تلبيس إبليس ورنة الشيطان وصناعة المفاليس اللوم
عبدالقادر محمد عجال
١٢ ديسمبر ٢٠١٢
No Comments