أركان الإسلام والأسرة (5) الحجّ والأسرة (ج)
توجيهات زوجية في موسم الحجّ
قبل ألف وأربعمائة عام وعقدين، في حجة الوداع رفع رسول الله r بالملأ صوته لهذا الجمع الكبير ولِمن بعدهم الكثير قائلا: ” فَاتَّقُوا اللَّهَ فِى النِّسَاءِ ؛ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ ،وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ؛ فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابَ اللَّهِ ” رواه مسلم وعند الترمذي بلفظ ” ألا واستوصوا بالنساء خيرا، فإنّما هنّ عوان عندكم، ليس تملكون منهنّ شيئا غير ذلك إلا أن يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلنّ فاهجروهنّ في المضاجع واضربوهن ضربا غير مبرح، فإنْ أطعنكم فلا تبغوا عليهنّ سبيلا، ألا وإن لكم على نسائكم حقا، ولنسائكم عليكم حقا، فأما حقكم على نسائكم فلا يوطئن فرشكم من تكرهون، ولا يأذن في بيوتكم لمن تكرهون ألا وإنّ حقهنّ عليكم أنْ تحسنوا إليهنّ في كسوتهنّ وطعامهنّ ”
- من كمال ديننا وعدالة إسلامنا، أن كل أمر مشترك بين طرفين، يُبين لكل طرف ما الذي له وما الذي عليه، من الحقوق والواجبات، وما عواقب المخالف لهذا وفي خطبة رسول الله بذلك الجمع، فقد اشار تمثيلاً لبعض حقوق الرجال على زوجاتهم وحقوقهنّ على أزواجهنّ وعاقبة مخالفة كل الطرفين فمن يفهم ؟!.
وأما شعارات حقوق المرأة، فلن تجد بيان لحقوق الرجال إلا بكلمة جائرة وعبارة حائرة (الرجال ظلمة) ليتشمل كل أبٍ كادح لبناته، وكل أخٍ رائح لأمه وأخواته وكل زوج ناصح وصالح لحبيبته، ليغدوا كلهم ويعودوا بالرجل القادح
- تأمل عظم رحمة الله I بالنساء وشدة رأفة رسول الله r عليهنّ، ففي أشرف مقام وخير يوم طلعت به الشمس واليوم الذي كمل الله لنا ديننا، ورضي لنا بالإسلام دينا ومَنْ يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين،، فانظر وتأمل
- يرفع رسول الله r بأرقى العبارات ظاهرها الرقابة الذاتية وباطنها الرحمة النفسية “فَاتَّقُوا اللَّهَ فِى النِّسَاءِ ” “واستوصوا بالنساء خيرا “،”أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ” ،” وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ” “لَكُمْ عَلَيْهِنَّ” ” لَــهُنَّ عَلَيْكُمْ “
- التخويف بالله من حيفهنّ والوصية بالخير لهنّ بهذا الجمع العظيم، فهاتوا مثله قبله وبعده في المواثيق الأممية والدساتير الدولية والقوانين النظامية
- قوله r: “عوان عندكم” أي أسيرات عندكم، فشببه بالأسير؛ فيلزم من ذلك الرفق بهنّ والرحمة والشفقة عليهنّ الصالحة منهنّ والبعد عن ظلم ناشزاتهنّ؛ فهي بعصمة زوجها وتحت أمره،وحامية سلطانه وحارسة منزله، فلا تخرج إلا بشوره وإذنه ولا تدخل أحدا إلا بإذنه وقد وصف الله الزوج بسيد زوجته فقال I: {وألفيا سيدها لدا الباب} سورة يوسف
عبدالقادر محمد عجال
5 رجب 1434
15- 5 – 2013 ………… يتبعه الجزء (5) الركن الخامس الحجّ والأسرة
No Comments