أركان الإسلام والأسرة (5) الحجّ والأسرة (ج)
أفي الحجّ ” فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ” الجزء الأول
وقد يقول قائل تعاطى حبة الشعور النقص من مائدة سَلَطة الثقافة العالمية بنكهة جلطة الجهل بإعداد سُلْطة القوة الغالبة: كيف يقول نبيكم ﷺ في حجته بهذا المجمع الجامع: ” فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ” وفي ذلك هضم للمرأة كبير واهانة لها خطير.
فأقول بكل فخر واعتزاز قد قاله رب نبيّنا وخالق المرأة قبل نبيّنا ﷺ: {وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا (34)} النساء
فأولاً: وقبل كل شيء العاقل قبل الاعتراض عليه أن يتعلم ما يرفع عنه غبار الجهل الذي سبب له داء الحساسية ومن ثَمَّ يعيد البصر كرتين بل كرات للنص الكامل الذي مارس به القص والبتر لكي تتضح له الصورة الكاملة، قال رسول الله ﷺ: ” فَاتَّقُوا اللَّهَ فِى النِّسَاءِ؛ فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ ،وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ، وَلَكُمْ عَلَيْهِنَّ أَنْ لاَ يُوطِئْنَ فُرُشَكُمْ أَحَدًا تَكْرَهُونَهُ؛ فَإِنْ فَعَلْنَ ذَلِكَ فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ وَلَهُنَّ عَلَيْكُمْ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ “رواه مسلم وعند الترمذي بلفظ، ثم تأمل النص كله وانظر ماذا قبل الضرب؟ وما بعد الضرب؟ ومتى الضرب؟ وما سببه؟ ويا عجباً من يدعي مناصرة المرأة ماذا هو فعل بالمرأة؟ وماذا يفعل كل من خالفه؟ ولَمْ يأتمر بأمره وطغيانه؟
وثانيا: قال العلامة ابن عاشور رحمه الله: ” وأما الضرب فهو خطير وتحديده عسير ولكنه أُذن فيه حال ظهور الفساد، لأن المرأة اعتدت حينئذ، ولكن يجب تعين حد في ذلك، يبين في الفقه، لأنه لو أطلق للأزواج أن ينولوه، وهم حينئذ يسفون غضبهم، لكان ذلك مظنة تجاوز الحد، إذ قل من يعاقب على قدر الذنب، على أن أصل قواعد الشريعة لا تسمح بأن يقضي أح لنفسه لو لا الضرورة، بيد أن الجمهور قيدوا ذلك السلامة من الإضرار، وبصدوره ممن لا يعد الضرب بينهم إهانة وإضرار فنقول: يجوز لولاة الأمر إذا علموا أن الأزواج لا يحسنون وضع العقوبات الشرعية مواضعها، ولا الوقوف عند حدودها أن يضربوا على أيديهم استعمال هذه العقوبة ويعلنوا لهم أن من ضرب امرأته عوقب، لكيلا يتفاقم أمر الإضرار بين الأزواج لا سيما عند ضعف الوازع” تفسير التحرير والتنوير 5/44
عبدالقادر محمد عجال
5 رجب 1434
15- 5 – 2013 يتبع <<<<<< ” أفي الحجّ ” فَاضْرِبُوهُنَّ ضَرْبًا غَيْرَ مُبَرِّحٍ ” الجزء الثاني
No Comments