(احذر فخ حكومة الزوجين)
قد تكُنْ بمأزق ليس لك من الأمر شيء سوى تعلقك بالله فهو عونك فلا تجامل ولا تحامِ وأقلب الطاولة؛ وإلا كنت مُعاتَباً ومُطَالَباً
وجدت بنفسي فجأة مع خصمان تسوروا عليّ الهاتف فاقحماني بشرارة فتيلة خلافهم بإنشاء مجموعة في الواتساب على حين غرة تضم خصمان حبيبان بخلوة حرب نار، رجلٌ وامرأته، فكنت ثالثهما ومع مُشعل الشيطان المِفراق الرجيم
ففزعت منهما ولسان حالهما {لا تخف خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ولا تشطط واهدنا إلى سواء الصراط}؛ لكن هيهات هيهات لما يَدَّعون فهما زوجان ولن تدرك ولن تسطع بسهولة تحديد الظالم والمظلوم منهما؛ فكلاهما الأول والثاني معاً غالباً، والذي أبعد عليّ الشُّقَّة أن كل منهما يريد أن أقضي له، ومِنْ ثَمّّ سيلومني مَنْ قُضي عليه على من قضي له؛ وبعد حينٍ يتصالحان ويكن لهما الغنم هنيئًا وعليّ الغُرم وأكون ذو مغْرم غريم لأحدهما
فقلت لهما باختصار قلباً للطاولة مستعيناً بالله:
1- الأعقل والأقوى منكما مُخطىء مُلام مرتين مرة لجمال عقله وكمال قوته وأخرى لعجزه لاحتواء الأدنى ورحمة الأضعف منكما، (فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم)
والسفيه والأضعف منكما غير ملام لضعفه وسفه وعليه لزاماً مطاوعة الأعقل والأكبر ليكبر به عقله فيتجمل، وملاحمته بالأقوى ليجبر به ضعفه فيكمل، فـ(ليس منّا مَن لم يوقر كبيرنا).
2- وإن كان الحب بينكما هو السيد المدرار
فلْيُحَمِل كل واحد منكما نفسه الحِمْل وحده وهو الزعيم وسبب الزلل والخطأ والضرار وليستعذب المبادرة ومتعة الارضاء لصاحبه بتكرار واصرار فهذا هو فِعّال الأحرار
3- وإن كان الاحترام بينكما هو صاحب القرار والحب عنكما بفرار
فليقل كل منكما لنفسه بهمس ثم صمتٍ أنا السبب بارتباطي ما هو ليس لي بتقدير واعتبار ولا يغني حذر من قدر
4- وإن عُدِم عين البصيرة (العقل) وفُقِد حجر الزاوية (الحب) وسُلِب سنام البيت (الاحترام) فيما بينكما
فعليكما أضعف الإيمان بمثقال حبة من مصلحة لحفاظ الأسرة ورعاية العيال فمحافظة ذلك أثقل بالميزان وأسلم للإيمان وسبب للأمن النفسي والأمان الأسري وراحة البال الاجتماعي وارتكاب أخف الضررين مقصد شرعي سامي وهو مما نتعلمه كل جمعة من سورة الكهف خلال قصة موسى والخضر عليهما السلام.
ونصيحتي لا تنصرنّ رجلاً على زوجته ولا زوجةً على زوجها تسلم
عبدالقادر محمد عجال
21 شوّال 1440
24 يونيو 2019
No Comments