المشكلات الزوجية في رمضان► المقالات

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع غيرك لتعم الفائدة

المشكلات الزوجية في رمضان

إن من أفضال شهر رمضان الكريم أنه يزيد من ترابط الأسرة ومتانة العلاقة الزوجية، ففي هذا الشهر تنخفض نسبة المشاكل الأسرية بنسبة كبيرة، حيث يتم حل معظم المشاكل بالتصالح والتوافق في هدوء ويسر. إن روحانيات وطبيعة شهر رمضان الفضيل تساعد على انخفاض معدلات المشاكل الأسرية بنسبة عالية جداً، كما أن التعامل مع هذه النوعية من القضايا يكون بسهولة ويسر. إن المشكلات الزوجية والأسرية تعتبر ظاهرة طبيعية، وعلينا النظر إلى الأسباب والمنشأ وراء ظهور هذه المشكلات قبل النظر للظاهرة نفسها.

تتلخص أسباب المشاكل الأسرية في ثلاث نقاط رئيسية، هي:

* الجهل أي عدم العلم بالشيء،

* الظلم “التعدي” وهذا بطبيعة البشر،

* تدخل الأطراف الخارجية، وعلى رأس ذلك وساوس شياطين الجن،

وهذه الشياطين مصفدة في شهر رمضان، ما يؤدي لقلة المشاكل خلال شهر رمضان الكريم. قال رسول الله: (إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون، ولكن في التحريش بينهم) رواه مسلم وأعظم تحريشه بين الزوجين كما بحديث جابر في صحيح مسلم؛ ومن فضل الله علينا قول رسول الله:(إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين) رواه مسلم.

كما أن الأجواء الإيمانية تجعل الإنسان يستشعر قيم العفو والصفح، وهذا يتركز على ثلاثة محاور أساسية وهي:

1- المحور الذاتي النفسي

2- المحور التربوي الاجتماعي،

3- المحور الثقافي الشرعي.

فإذا كانت ذات هذا الشخص قوية، تكون شخصيته قوية، وقد يتأثر الشخص بالبيئة التي ولد فيها فتؤثر على الجانب التربوي. أما من الجانب الشرعي، فيعتمد على المعلومات الشرعية التي يملكها الشخص، فإذا كانت المحاور الثلاثة سليمة، كانت الحياة الأسرية سعيدة وصحيحة. إن المشاكل التي قد تحدث بين الزوجين إثر الطلبات والاحتياجات ومشتريات شهر رمضان هي مشكلة مشتركة بين الطرفين، حيث يلبي الزوج الطلبات والمرأة تريد أن تسعد زوجها وأسرتها من خلال إعداد طعام الإفطار الفاخر والنادر، وبعد وضع الطعام على المائدة وامتلاء البطون ينتبه الزوج لما يحدث من حوله من الإفلاس لجيبه، وبالمقابل تنتظر المرأة الشكر والثناء لما قدمت يداها من أطايب الملذات، ولكن بدلًا من ذلك يفاجئها الزوج بالغضب معتبر ذلك إسرافاً وتبذيراً، ومن هنا تنشأ المشكلة.

ومن الأمثلة أيضاً التي تؤدي للمشاكل، سوء توقيت طلب الاحتياجات المنزلية، أي قبل الإفطار بساعة أو في الأوقات الحرجة لأحد الطرفين، فعلى الزوجة مراعاة الأوقات المناسبة. وعلى الزوج التعاون والتماس الأعذار للزوجة ومراعاتها، لأنها تكون في “معمعة” معركة المطبخ، وكذلك قد تحدث المشاكل قبل موعد الإفطار بسبب سوء توزيع الأدوار.

إن الله تعالى شبه الزوجين باللباس، فقال في كتابه العزيز “هنّ لباس لكم وأنتم لباس لهنّ”، فعلى الزوجين الابتعاد والتخلي عن التعالي، فلا توجد كرامة بين الزوجين، لأن كرامة الزوج من كرامة الزوجة وكرامة الزوجة من كرامة زوجها، إذن الكرامة مشتركة بينهما. كما أن شهر رمضان لا يعني أن نتجرد من العواطف والمشاعر الزوجية، فالقُبْلة قِبْلة العواطف وتقوية المحبة، عن عائشة قالت: “كان رسول الله يقبل وهو صائم” رواه البخاري ومسلم. والقبلة برهان المحبة فاستكثروا منها، قالت أم سلمة عن قبلة عائشة “لعله إياها كان لا يتمالك عنها حبًا

كما أن الزوجة تتعبد إلى الله سبحانه بطاعة الزواج تماما كتعبدها له بصيام رمضان، قال رسول الله: “إذا صلت المرأة خمسها، وصامت شهرها، وأطاعت زوجها، قيل لها: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت“؛ فالصلاة راحة والصوم واحة والطاعة بالمعروف باحة، وكلهم ثقيلة إلا على المؤمنين والمؤمنات. ومَنْ يُصلى له ويصام إليه ويطاع الزوج بالمعروف لأجله هو (الله).

 

عبدالقادر محمد عجال

رمضان 1433/2012

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع غيرك لتعم الفائدة

No Comments

Post A Comment

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

نوصيك بقراءة
معالم التربية بيوم عاشوراء   عن الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ، أنها قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ…